ورشة عمل موسّعة تَطرح «أوجاع» السلّة اللبنانية – الجمهورية

2014-09-25--BasketBall--AlJoumhouriya

يشهد يوم الأحد خطوة إيجابية، إذا كانت النوايا صادقة لابتكار حلول جذرية لمصلحة الدوري الأول وكرة السلّة اللبنانية، حيث دعا إتحاد اللعبة الى ورشة عمل مطوّلة، سيشارك فيها الإتحاد نفسه وكلٌّ من الأندية واللاعبين ووكلاء الأعمال وخبراء سلّويّين، حيث ستُطرح على جدول البحث عناوين عدّة يُؤمَل ألّا يكون جوهرها فقط موضوع اللاعبين الأجانب.
بعد شهرين من البحث «العقيم» في مسألة زيادة عدد اللاعبين الاجانب كما تطالب غالبية أندية الدرجة الاولى، وما رافقها من قرار إتحادي بتثبيت العدد عند 2 ومن ثمّ تعليق هذه الاندية مشاركتها في بطولة الموسم المقبل، سيعود الإتحاد والأندية مطعّمين هذه المرة بلاعبين ومدرّبين وخبراء سلّويين الى «طاولة حوار» لم تحدث منذ عام 2008 في عهد الرئيس السابق بيار كاخيا، وذلك لمناقشة عدد من القضايا التي تخصّ اللعبة. وإذا صدقت النوايا وكانت الرغبة فعلية للعمل يمكن أن يشكّل الإجتماع سابقة نحو تفعيل العمل الإداري بشقّيه الفنّي والرياضي.إذ عمّم الإتحاد امس قائمة بالمدعوين والمشاركين في جلسات المناقشة وهم: رئيس الاتحاد المهندس وليد نصار والأمين العام المحامي غسان فارس وأعضاء إتحاد اللعبة، المحاضر الأولمبي جهاد سلامة، رئيس لجنة إدارة بطولة الدرجة الأولى المهندس إبراهيم الملّاح، اندية الدرجة الاولى ممثلة بالرئيس او مفوّض عنه، الخبراء الرياضيون طوني خليل وجورج كلزي وغياث ديبرا وميشال بيروتي، المدربون غسان سركيس وفؤاد أبو شقرا وجو مجاعص وباتريك سابا ومروان خليل، اللاعبون جان عبد النور واحمد ابراهيم وايلي رستم وباسل بوجي، والوكلاء الرياضيون بول عطالله وباسكال بيروتي وجاد سعاده، فضلاً عن دعوة مفتوحة لمن يريد الحضور ومتابعة المناقشات التي ستقام الأحد في سنتر دميرجيان بين 10:30 صباحاً والخامسة عصراً.

وسيتناقش المدعوّون برزمة من العناوين العريضة التي تخصّ الدوري واللعبة عموماً، كالوضع المالي للأندية، ومدى تأثير وجود 3 لاعبين اجانب في مستوى البطولة ومشاركة اللاعبين اللبنانيين وانعكاسه على المنتخب الوطني ولائحة النخبة والتجنيس، وغيرها من المواضيع كالإنتقال من الهواية الى الإحتراف، وإلزامية مشاركة أندية الدرجة الأولى في بطولات الفئات العمرية (ذكور واناث) بحسب ما جاء في برنامج الإتحاد لجلسة الأحد.

ولا يمكن لأيّ خطوة من هذا القبيل ألّا تكون جيدة ومفيدة وهي تطرح «اوجاع» اللعبة المستمرة منذ سنين طويلة، لا بل يمكن القول إنّها تأخرت وكان يجب إعتمادها مسبقاً وقبل الوصول الى اواخر شهر ايلول حيث كان على الفرق أن تبدوَ في طور إنجاز تحضيراتها للموسم المقبل، والإتحاد في طور إنجاز ترتيباته الإدارية للبطولة.

وهذه مشكلة بحدّ ذاتها ايضاً لناحية تنظيم الوقت والعمل في آن معاً، والكفّ عن إهدار الوقت، فيما دول أخرى كانت وراءنا قبل سنوات أضحت اليوم أمامنا بأشواط بعدما خططت ونفّذت ثمّ حصدت.

ويبقى السؤال هل إنّ الإجتماع هو فقط بهدف إقناع الإتحاد بالسير بثلاثة لاعبين أجانب أم بهدف الخروج بسلّة متكاملة كإطلاق بطولات الأعمار ومعالجة بعض الثغرات في نظام البطولة، وإيجاد حلول لإرتفاع أسعار اللاعبين المحليين وتنظيم مسألة التجنيس وغيرها، بمعزل عن القرار النهائي للإتحاد خصوصاً انّ هنالك مَن يؤكد صعوبة العودة عن القرار السابق (حيث صوّت الإتحاد على إبقاء عدد اللاعبين الأجانب على إثنين!؟).

ومع تأكيدنا أهمية هذه الخطوة، كان يجب علينا ايضاً إدراج موضوع المنتخبات الوطنية ضمن جدول المناقشة، فلبنان مقبل على إستحقاق مهمّ جداً الصيف الآتي المتمثل ببطولة آسيا المؤهّلة الى أولمبياد ريو دي جانيرو ولا بدّ للجميع، ولا سيما الاندية، من المشاركة في تعبيد الطريق وتوفير الظروف الملائمة للمنتخب من أجل النجاح. وكان يجب ايضاً مناقشة أسباب التراجع المخيف للبنان من المركز 24 عام 2010 ليحطّ حالياً في المركز 34!

ويبقى الأهم أن تخرج ورشة العمل يومَ الأحد بشيء ملموس يطلق عجلة الدوري من جديد ويحرّك المياه الراكدة في سوق الإنتقالات حيث أمسينا على مشارف تشرين الاول ولا يزال معظم الاندية غير جاهز، وإيجاد حلول لبطولات الأعمار وهي الجريمة الكبرى بحق اللعبة على مدار السنوات، وإلّا فإنّ الخشية في نفوس الكثيرين من أن يكون هذا الإجتماع مجرّد إهدار للوقت…