بو صعب خلال احتفال الفرير مون لاسال بالاستقلال: الرهان يبقى على أولوية انتخاب رئيس يمثل قاعدته – NNA

2015-11-20--Independance--NNA

وطنية – أحيت مؤسسة الفرير “مون لاسال” عيد الاستقلال في احتفال أقيم في مسرح المدرسة، برعاية وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وفي حضور العميد جان دعبول ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس بلدية بيت مري انطوان مارون، منسق مدارس الفرير في لبنان الأخ اميل عقيقي، مدير المدرسة ادوار اسبانيولي، رئيس فرع جبل لبنان جورج ضاهر ممثلا نقيب المعلمين، رئيس واعضاء لجنتي الاهل والمعلمين ومديري المدارس المجاورة وعائلتي الشهيدين اللواء فرنسوا الحاج والعميد ميلاد النداف، وطلاب.

افتتاحا النشيد الوطني، تلاه عرض لوثائقي عن مدرسة المون لاسال ونشاطاتها وأبرز الشخصيات السياسية والدينية والاقتصادية والرياضية والاعلامية والفنية التي تخرجت فيها.

ثم ألقى الاستاذ انطوان المدور كلمة ترحيبية موجها تحية الى “الجيش اللبناني حامي البلاد على كل الاراضي اللبنانية”، ومشيرا الى ان “المون لاسال هو معهد البطولة والشخصيات الوطنية، وطلابه ابناء مدرسة الحياة الوطنية. إنهم رجال المستقبل”.

اسبانيولي
وتلاه اسبانيولي بكلمة تحدث فيها عن معاني الاستقلال، مشددا على أن “المدرسة تعمل على تنشئة طلابها على الروح الوطنية، شاكرا للوزير بو صعب رعايته للحفل، وآملا ان يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت.

عقيقي
ثم كانت كلمة للاخ عقيقي توجه فيها الى الطلاب قائلا ان “لبنان اليوم هو لبنان الذي نتبناه نحن، ولبنان الغد هو لبنان الذي ستبنونه أنتم، القرار بين ايديكم، عبروا عن رأيكم بشجاعة، من دون حياء ولا تردد. المهم ان تكونوا متسلحين بالايمان والمحبة والرجاء والاخوة”.

بو صعب
وفي الختام القى بو صعب كلمة فقال: “في الأزمنة الصعبة، حيث يتعرض الوطن لأخطار وتهديدات من كل صوب، وحيث يتعطل عمل المؤسسات الدستورية ويصبح الإئتلاف الوطني والشراكة على المحك، تشتد بنا الحاجة إلى الإلتفاف نحو محور الدولة وشد عصب المؤسسات الدستورية، والتمسك بالدستور وبالقوانين والأنظمة، لكي تعاد الحياة إلى المؤسسات، ونستعيد الوطن من براثن الفوضى، ونقوي دعائمه، ونثبت إستقلاله.
واليوم نجتمع تحت كل هذه العناوين والتطلعات، لرفع راية الإستقلال الوطني الشامل، في مدرسة جعلت من التربية الوطنية والأنشطة الرياضية والفنية سمة لمسيرتها التربوية المشرفة، وأصبحت محطة للإنطلاق نحو بناء لبنان المتألق والمشارك في التظاهرات الرياضية والكشفية والتربوية والرياضية المحلية والعالمية، تحت عناوين وطنية جامعة، وتحت علم واحد هو علم لبنان الذي خرج إلى النور في مرحلة الإستقلال، ونحن نتمسك به وبألوانه وبالأرزة التي تزينه”.

أضاف: “قد يتساءل الجيل الشاب هل نحن نعيش الإستقلال الحقيقي؟ وماذا بقي لنا منه؟ والجواب عن هذه التساؤلات المشروعة، إن الإستقلال هو نهج حياة يومي، نكرس في خلاله تعلقنا بالوطن بحدوده الجغرافية، وبشعبه المتنوع ثقافيا وروحيا، والتزامنا بالمؤسسات وبالمواعيد الدستورية التي يكرسها النظام الديمقراطي، وبآلية تكوين السلطات واستقلاليتها ضمن الوحدة المتكاملة التي يحرسها رئيس الجمهورية”.

وأشار الى أن “الإستقلال محطة للإحتفال سنويا أمام معاني المناسبة، وفحص الضمير لكي نعترف بما لنا وما علينا تجاه الوطن. إنها للإعتراف بالتقصير في حق الوطن، لكي نعوض عنه بالإسراع في صون الدستور واحترام القوانين، إنها أيضا محطة لإستذكار التضحيات التي بذلها الشهداء على مراحل متعددة من أجل الحفاظ على الأرض وطرد المحتلين عنها، وهو أيضا محطة للتواضع من أجل لبنان، والتنازل عن الفردية والأنانية من أجل الشراكة في القرار وفي المصير.

الإستقلال أيها الأبناء الأعزاء، هو تكريس للحوار على حساب التخاصم العقيم، وهو دروس وعبر نتعلمها من التجربة ومن مرارة الإنقسام العمودي والخلاف على جنس الملائكة فيما يغرق الوطن بالدماء وتغرق معنا المنطقة المحيطة بالحروب والدمار، وينصرف العالم من حولنا لكي يلملم الجروح التي أحدثها الإرهاب في الدول الصديقة القريبة والبعيدة.
إن الإستقلال جردة حساب فهل نتعظ ونتعلم بعد كل هذا التاريخ من الدروس، وهذا الحاضر الثقيل بالمآسي.
إن الشباب اللبناني الواعد، يستحق بيئة نظيفة، وسلطة مستقرة، وعيشا لائقا وآمنا، ويستحق قانون انتخابات يؤمن صحة التمثيل، ويستحق إطارا يوفر له الأجواء الملائمة ليثبت ريادته، ويحقق تطلعاته في وطنه”.

واعتبر أن “الحوار الوطني فتح ثغرة في الجدار وتغيرت الأجواء السلبية إلى اجواء أكثر انفتاحا، والرهان يبقى على أولوية انتخاب رئيس للجمهورية يمثل قاعدته خير تمثيل ويتمتع بالقبول من المكونات الوطنية والسياسية في البلاد، والأمل كبير في ان نسعفنا الإرادات الطيبة للبدء في الخروج من الضيق إلى بناء الإستقرار بعدما تعاظم خطر التفجير والتكفير إلى حصاد الأرواح البريئة في الداخل والخارج”.

وأكد أن “الآمال كبيرة والعزم أكيد، ويبقى أن نتجرأ ونأخذ الخطوة السليمة للخروج من النفق المظلم، فنحقق الإستقلال الحقيقي، ونكرس الوحدة، ونبني معا لبنان”.

وقال: “المرة الاولى التي زرت فيها المون لاسال عام 1982 بعد الغزو الاسرائيلي كنت أمثل مدرسة مار يوسف- قرنه شهوان وفزت ببطولة لبنان في الجيدو، ومدرسة المون لاسال من المدارس الرائدة والحريصة على الرياضة والفن والثقافة، وهي تساهم في تكوين شخصية الطالب.
اليوم ثمة هجمة ارهابية على لبنان المسيحي والمسلم، هي موجة تكفيرية دفع ثمنها اول ضباط في الجيش، العقيد ميلاد النداف، مرورا بعميد كبير من الشهداء الذين سقطوا في نهر البارد، وصولا الى فرنسوا الحاج وغيره من الشهداء. هذا الجيش كان حاميا للوطن وقدم تضحياته وكل ما عنده مع القوى الأمنية لنحتفل نحن اليوم باستقلال لبنان”.

أضاف: “يجب أن نتطلع الى سياسيين ومسؤولين يعملون من أجل الوطن ولا ينظرون ما سيقدم لهم الوطن، وفي هذه المدرسة اشخاص قدموا للوطن، كل من موقعه في المجالات كافة. وهنا نوجه تحية الى الراحل انطوان شارتييه الذي تحمل المون لاسال رسالته، لأن الرياضة اساسية ومهمة لبناء اجيال لبنان”.

وأشار الى أن “العالم يتجه الى الاستفتاء في قانون الانتخابات لايصال فريق او شخص الى الحكم، وهذا يعني انه يجب ان نوصل الى الحكم فريقا سياسيا يعمل من أجل مصلحة المواطن والبلد، وهذا ما نفتقده اليوم، فهناك من يصل ويعمل لمصلحته الخاصة”.

وتوجه بو صعب الى الطلاب: “عليكم ان تعملوا من أجل الوطن واستقلاله الحقيقي، وهذه مسؤوليتكم في المستقبل، ومسؤولية المدارس التربوية في كل لبنان أن تعلم أجيالا تتسلم المسؤولية بعقل منفتح لقبول الآخر وللشراكة الحقيقية، حتى لو اختلفنا.

نحن ندعم جيشنا ونقف وراء جيش واحد للبنان، وتذكروا اننا كلنا ابناء وطن واحد، ولبنان واحد. والمطلوب اليوم انتخاب رئيس للجمهورية يمثل قاعدة ويمثل اللبنانيين بغض النظر عما إذا كان من فريق سياسي أو آخر، المهم ان يكون له تمثيل من اجل ان يتحمل مسؤوليته. فالرئيس الحقيقي الذي يحتاج اليه لبنان في هذه المرحلة هو الرئيس الذي يشبهنا ويمثلنا، ويكون رئيسا قويا بفكره وانفتاحه ليوصل لبنان الى بر الامان ويخرج من الازمة التي نعيش فيها”.

وتوجه الى الاساتذة معتبرا “انهم الجيش الآخر لانهم يربدون الاجيال، والدولة مقصرة معهم”، واعدا بالبقاء الى جانبهم في مطالبهم المحقة لإقرار سلسلة الرتب والرواتب، حتى ولو اختلفنا في بعض الاحيان على الآلية والتوقيت وليس على الاهداف”.

وتخللت الاحتفال تحية الى الراحل انطوان شارتييه ولوحات فنية وأناشيد وطنية.

وبعد الاحتفال توجه الوزير والحضور الى باحة المدرسة حيث أزيح الستار عن تمثال الشهداء ووضعت أكاليل عليه