جهاد سلامة: عاملُ الخبرة أهّل المنتخبات الكبيرة – الجمهورية

إنتهى الدور ثمن النهائي من دون مفاجآت تُذكر، لكنّ المفاجأة الكبرى كانت في الأداء الذي قدّمته المنتخبات الكبرى والتي تأهلت بصعوبة إلى الدور ربع النهائي. المحاضر الأولمبي الدولي ورئيس هيئة الرياضة في «التيار الوطني الحر» جهاد سلامة كان له تحليله الخاص لـ»الجمهورية».
2014-07-03 - Jihad Salameh - AlJoumhouria
ألمح سلامة إلى «أنه في النسخة الحالية من كأس العالم لم يعد هناك فرق كبيرة كما في السابق، حيث كانت كل إستطلاعات الرأي تتكلّم عن فرق مهيمنة على البطولة»، مشيراً إلى «أنه يتبيّن لنا الآن أنّ كلّ الفرق القوية، والتي مِن المُفترض أن تكون متقدّمة مثل الأرجنتين، ألمانيا، البرازيل وغيرها، عانت في الدور ثمن النهائي، وبالتالي أصبح هناك ثقافة رياضية جديدة في الدول كافة ونوعٌ متطوّر من التحضير إضافة إلى رؤية وقراءة مختلفة للمدربين استطاعوا من خلالها منافسةَ المنتخبات الكبيرة».

وأضاف: «كان لاعب كرة القدم في السابق لاعباً بالفطرة، أما اليوم فأصبح هناك تحضيرٌ وبنيةٌ جديدة ونظامٌ متقدّم في البلاد التي كانت تعتبر أقل شأناً من البلدان المتقدّمة».

وعما إذا كان هناك أيّ إستخفاف من الفرق الكبيرة، قال سلامه: «لم ألاحظ أيّ إستهتار من المنتخبات الكبيرة تجاه الأضعف منها، وذلك نلاحظه من خلال مباريات البرازيل، ألمانيا، الأرجنتين وهولندا التي كانت تلعب بكامل طاقتها كي تحقق الفوز». وتابع: «لاحظنا أنّ هذا المونديال هو مونديال حرّاس المرمى، لأنّ طريقة تدريبهم اختلفت أيضاً عن السابق، أصبح هناك آلات متطوّرة تدرب الحرّاس على صدّ الكرات».

الجزائر ونيجيريا الأبرز

واعتبر سلامه: «أنّ هناك فريقين برزا وأُقصيا في الدور ثمن النهائي هما الجزائر ونيجيريا، لقد لعبا بطريقة محترفة ومتقنة». مشيراً إلى «انها ظلمت وخرجت من البطولة ليس بسبب الأداء التحكيمي لكن بسبب الحظ. لو تمكّنت الجزائر من إحراز هدف قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة لكانت قد أخرجت ألمانيا من البطولة، ولولا تألق حارس المرمى مانويل نوير خارج منطقة الجزاء لكانت مجريات المباراة قد تغيّرت أيضاً. كذلك هي الحال بالنسبة لفريق السامبا أمام تشيلي».

وأردف: «لم يقدّم الفريق البرازيلي المستوى المطلوب، سننتظر الدور ربع النهائي لنحكم أكثر على الأداء. لكنّ البرازيل تبقى البرازيل وجمهورها يبقى كما هو حتى ولو خرجت باكراً من البطولة». وعن الفرق الأكثر إستقراراً في المستوى، قال سلامه: «المنتخب الفرنسي هو الأكثر إستقراراً حتى الآن، أما هولندا فقدّمت أداءً عادياً في الدور ثمن النهائي خلافاً لما شاهدناه في الدور الأوّل».

ونوّه سلامه بـ «المنتخبات الكبيرة التي تمكّنت من التأهل بسبب عامل الخبرة. وأعتقد أنّ البرازيل، ألمانيا، الأرجنتين وهولندا ستبلغ الدور نصف النهائي ولا أظنّ أنه قد تحدث مفاجآت في الدور المقبل».

بلجيكا لن تفاجئ الأرجنتين

وبعدما قدّمت بلجيكا مستوىً لافتاً في مباراتها مع الولايات المتحدة والتي انتهت بفوزها في الوقت الإضافي (2-1)، يتردّد أنه بإمكانها أن تفاجئ الأرجنتين وتبلغ نصف النهائي. لكنّ سلامه أكّد «أنّ بلجيكا ستلعب بحذر أكبر في مباراتها مع الأرجنتين ولن نشاهد مباراة هجومية كما في السابق، لكنّ الخبرة ستلعب دورها مجدّداً وتؤهل الفرق الكبيرة».

وفي ما خصّ الأداء التحكيمي، قال: «أنا لم ألاحظ أخطاء تحكيمية كبيرة، هناك بعض الأخطاء الطبيعية غير المتعمّدة وهناك أخطاء أخرى لم تؤثر في نتائج المباريات كما يقول البعض».

وختم سلامه حديثه قائلاً: «أتوقع وصولَ البرازيل إلى النهائي لأنّ لديها أفضلية الأرض والجمهور».